الحمد لله الذي تقدس عن الأشباه ذاته ،
وتنزهت عن مشابهة الأمثال صفاته ، واحد لا من قلة ، وموجود لا من علة ، بالبر
معروف ، بالإحسان موصوف ، معروف بلا غاية ، موصوف بلا نهاية ، أول بلا ابتداء ،
وآخر بلا انتهاء ، ولا ينسب إليه البنون ، ولا يفنيه تداول الأوقات ، ولا توهنه
السنون ، كل المخلوقات مقهورة لعظمته ، وأمره بين الكاف والنون ، بذكره أنس المخلصون
، وبرؤيته تقر العيون ، وبتوحيده ابتهج الموحدون .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، سبحانك . وأشهد
أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله ، وصفيه من خلقه وحبيبه .
أما بعد :
فإن القرآن العظيم حبل الله المتين ، ونوره
المبين ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في
غيره أضله الله .
هو الذي لا تمله العلماء ، ولا يشبع منه
الأتقياء ، ولا يخلق على كثرة الرد .
من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا
إليه هُدي إلى صراط مستقيم .
من جعله أمامه قاده إلى رضا الله ورضوانه
وجنته .
ومن جعله خلفه ساقه إلى الجحيم وبئس المصير .
من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أراد
الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن .
من وقر القرآن فقد وقر الله ، ومن استخف
بالقرآن فقد استخف بحق الله – تعالى - ، وحملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله ،
المعظمون كلام الله ، الملبسون نور الله ، فمن والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم
فقد استخف بحق الله تعالى .
القرآن كتاب هداية وموعظة وشفاء ورحمة ، حيث قال تعالى :
﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
أَجْرًا كَبِيرًا﴾
فما أحوجنا إلى العودة إلى القرآن المجيد :
-تلاوة وتجويدًا
-حفظًا ووعيًا
-تدبرًا وفهمًا
-تعظيمًا وتقديرًا
-عملًا وتطبيقًا
-حكمًا وحاكمًا ومشرعًا .
-ونشرًا وتعلمًا وتعليمًا .
وغياب أحد هذه الأمور عن واقعنا هجر للقرآن ، فكيف بهجرها جمعاء ؟!! اللهم ارحمنا بالقرآن ، واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدى ورحمة ، اللهم ذكرنا منه ما نُسينا ، وعلمنا منه ما جهلنا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، واجعله لنا حجة يارب العالمين .
تعليقات
إرسال تعليق